
CLLC – قصة بدأت بخطأ بسيط، وتحولت إلى نجاح عالمي
CLLC – قصة بدأت بخطأ بسيط، وتحولت إلى نجاح عالمي
في مثل هذا اليوم ومنذ عشرون عاما ــ في صباح هادئ من 18 فبراير 2005، كنت جالسًا في مكتب المحامي جوزيف ماكدونالد، أضع توقيعي الأخير على أوراق تأسيس الكليه الكنديه لتعليم اللغات. لم أكن أتخيل حينها أن خطأ بسيطًا قبل أسابيع فقط سيقودني إلى هذه اللحظة التي ستغير حياتي للأبد
كيف بدأ كل شيء؟
قبل ذلك بأسابيع قليلة، كنت جديدًا في هاليفاكس، بالكاد أعرف شوارعها وأحيائها. في أحد الأيام، كنت متوجهًا إلى كليتنبارك، لكنني أخذت الباص الخطأ، وانتهى بي المطاف في دارتموث. وبينما كنت أبحث عن طريق العودة، لفت نظري لافتة على مبنى تقول: إغلاق قريبًا
بدافع الفضول، دخلت إلى المبنى، لأكتشف أنه مدرسة لتعليم اللغة الإنجليزية كانت على وشك الإغلاق. التقيت حينها بالمالكين الثلاثة – معلمين كنديين عملوا سابقًا في كوريا الجنوبية ثم عادوا إلى كندا لافتتاح المدرسة، لكن التحديات كانت أكبر مما توقعوا. عدد الطلاب كان قليلًا جدًا مقارنة بعدد المعلمين، مما جعل الاستمرار في العمل مستحيلًا، وكانوا يخططون لإغلاق المدرسة نهائيًا
بدلًا من الخروج والمضي في طريقي، قررت أن أجرب شيئًا مختلفًا. سجلت كطالب في المدرسة، ليس فقط لتحسين لغتي الإنجليزية، ولكن لأفهم كيف تسير الأمور داخلها. لمدة شهر كامل، درست فيها، راقبت، وفكرت في إمكانيات إعادة بناء هذا المكان بدلًا من السماح له بالإغلاق
من فكرة إلى واقع
بعد شهر من الدراسة والملاحظة، قررت أن أتحدث إلى المحامي جوزيف ماكدونالد حول إمكانية شراء المدرسة وإعادة إحيائها برؤية مختلفة. بدأت المفاوضات مع المالكين، وتم الاتفاق على انتقال الملكية لي. وهكذا، في 18 فبراير 2005، كنت أجلس في مكتب جوزيف، أوقع رسميًا على تأسيسها – المدرسة التي ستنمو لاحقًا لتصبح واحدة من المؤسسات التعليمية الرائدة
٢٠ عامًا من التحديات والتطورات العالمية
على مدى عقدين، واجهنا تحديات كبرى، لكن كل أزمة كانت فرصة للنمو
٢٠٠٨ – الأزمة المالية العالمية: حين تراجعت الاستثمارات، وأثرت الأزمة على تدفقات الطلاب الدوليين
٢٠١٧ – الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا: والتي فرضت تحديات جديدة على العلاقات التعليمية
٢٠١٩ – التوترات السياسية بين الصين وكندا: مما أثر على تدفقات الطلاب الصينيين إلى البلاد
٢٠٢٠ – جائحة كوفيد-١٩: التي أجبرت المدارس على التكيف مع التعلم الرقمي
٢٠٢٤ – قيود الحكومة الكندية على أعداد الطلاب الدوليين: والتي أدت إلى إغلاق مئات البرامج عبر كندا
لكننا لم نتوقف، بل ازدهرنا
لم يكن النجاح مجرد حظ، بل كان نتيجة قرارات استراتيجية مدروسة
الالتزام بالجودة
كنا المؤسسة التعليمية الوحيدة في العالم التي استثمرت في – الشبكة العالمية التي تجمع أفضل ١٪ من وكلاء التعليم، لأننا نؤمن أن بناء الشراكات القوية مع وكلاء يضعون مصلحة الطلاب في المقام الأول هو أساس النجاح
عدم السعي وراء الربح السريع
في الوقت الذي ركزت فيه بعض المدارس على برامج مربحة قصيرة الأجل لم تصمد طويلًا، بقينا مخلصين للتعليم الحقيقي، واخترنا بناء برامج أكاديمية قوية تستمر لعقود
تنوع الأسواق والاستدامة
لم نعتمد على بلد أو قطاع واحد، بل وسعنا حضورنا عبر دول وقطاعات متعددة، مما جعلنا أكثر استقرارًا في مواجهة الأزمات
العطاء المجتمعي
على مدار ٢٠ عامًا، دعمنا ٢٠ برنامجًا خيريًا حول العالم، لأننا نؤمن أن التعليم ليس مجرد عمل تجاري، بل رسالة تحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة الناس
واليوم، بعد ٢٠ عامًا
أنظر إلى الوراء، وأتذكر ذلك اليوم الذي أخذت فيه الباص الخطأ. لم أكن أعرف أن هذه الرحلة ستأخذني إلى تأسيس مؤسسة غيرت حياة آلاف الطلاب، وبنت مجتمعًا تعليميًا عالميًا يمتد عبر القارات
أنظر إلى فريقي، إلى شركائنا، إلى طلابنا وخريجينا، وأشعر بالامتنان لكل شخص كان جزءًا من هذه الرحلة
الدرس الأكبر الذي تعلمته؟
الأزمات لا تقتل المؤسسات، لكن غياب الرؤية والاستعداد يفعل ذلك
النجاح الحقيقي لا يتعلق بالربح فقط، بل بالأثر الذي تتركه
التعليم ليس مجرد صناعة، بل قوة قادرة على تغيير العالم
إلى فريقي، شركائي، وطلابنا – أنتم القصه الحقيقية. شكرًا لكم لأنكم كنتم وما زلتم جزءًا من هذه الرحلة. وما زلنا مستمرين في كتابة المستقبل معًا