!هل أنت مدير في شركتك الحالية وتخشى رهبة الاستقالة او رعب الإقالة
لن يكون رئيسك السابق بنفس قسوة مديري الذي مسك قطعة من بسكويته المفضل وسحقها بين اصابعه، ثم قال لي نهايتك كهذا البسكويت!
لم أدرك وقتها أن تهديده هو أفضل بكثير مما توقعت. ولن أنسى تلك الستة أشهر وانا في محاولات مستميتة لإقناعه بولائي ووفائي له وللشركة، وبأن اجتماعاتي مع مالك الشركة ليست نتيجة طموح جامح، بل تجاوبا مع دعوات مالك الشركة للاجتماع معه بسرية لمناقشة مشاريع لا علاقها لها بعملي وادارتي.
ثلاث كوارث تصيب الإنسان:
- وفاة حبيب
- طلاق مفاجىء
- الفصل من العمل
وخصوصا اذا كان الفصل لموظف بمنصب “مدير تنفيذي” اعتاد لسنوات طويلة على دخل جيد وحياة كريمة.
ولكن لا تنظر في أمر فصلك أو استقالتك على إنها النهاية. فقد تكون أجمل بداية لحياة جديدة. تأكد أن رياح التغيير أفضل من الركود الرتيب.
طالما تعمل بشغف ونيتك سليمة
وقلبك محب ومعروف باحترامك وتعاملك راقي مع موظفيك ومصداقيتك عنوان فخرك وامانتك يشهد عليها الجميع وصدقتك للمحتاجين دائمة في السر والعلن فلا تخشى رهبة الاستقالة او رعب الإقالة. سيكون الله سبحانه وتعالى معك.
تذكر دائما حديث النبي صلوات الله عليه وسلامه، الذي لا ينطق عن الهوى، بأن تسعة أعشار الرزق في التجارة. وبما أنك مدير عام فغالبًا لديك المهارات الاساسية لتأسيس تجارتك ولتحقيق اهداف مادية ونفسية لم تكن لتحققها بدون الفصل من هذا العمل الذي حول حياتك لتعاسة وقلق انعكس على حياتك الشخصية وعلاقاتك مع أسرتك.
الألم والقلق الذي ينتابك عند التفكير في الاستقالة هو بسبب فقدانك على السيطرة التي تعودت عليها كمدير تعود على التحكم بزمام الأمور و إصدار القرارات.
ومع أن التغيير من وظيفة غير مرغوب فيها إلى أخرى هي حقيقة منطقية من حقائق الحياة، ومع قدرتك على التخطيط على سيناريوهات ماذا لو – والبحث عن عمل بديل – إلا أن “فوبيا عدم التحكم و السيطرة” ستشعرك بأنك في خطر وستفقد السعادة.
ولكي تعود للسيطرة والتحكم في قرار مصيري فمن الأهمية بمكان التعرف على المسببات التي قد تشير إلى استقالتك أو فصلك. فقد تكون العلّة فيك أنت؟!
هل سألت نفسك إذا سقف توقعاتك من عملك أعلى بكثير التوقعات المنطقية؟
فربما الخلل منك وفيك؟
لربما إنك شخص متذمر وسلبي في عملك ومع عائلتك واصدقائك؟
فكر في تغيير عاداتك السيئة بدلاً من تغيير عملك فربما أن بيئة العمل غير المثالية التي تشتكي منها في عملك الحالي هي نفس بيئات العمل في الشركات الأخرى؟ أخشى أن تعض اصابع الندم وتقول “قردٌ اعرفه خيرٌ من قردٍ لا اعرفه”!
أسأل نفسك هذه الاسئلة قبل الدخول في عاصفة من القرارات الخاطئة وتعامل مع المسببات بعقلانية.
ضع الانانية جانبا. فكر وكأنك مالك الشركة. الشركة كالبقرة، تحتاج لرعايتها كي يستمر إدرار الحليب. إذا أستمر تذمرك من الشركة ومطالباتك بزيادة راتبك فكأنك تطالب صاحب الشركة بقتل تلك البقرة واعطائك لحمها لوحدك مما يعني حرمان صاحب الشركة وبقية الموظفين من حليبها!
أم هل مصدر تذمرك هو مقارنة دخلك مع الدخل السنوي للشركة. فبعض المدراء يشعر بأنه صاحب فضل على الشركة، فكلما زادت مبيعات الشركة زادت مظلوميته. وستكون مبادراتك بطلب زيادة في راتبك منطقية بالنسبة لك. وخصوصا أن أسرتك سوف تؤيد مطالباتك براتب أعلى، لتغطي المصاريف المتزايدة بسبب غلاء الأسعار وتكاليف الحياة.
ومع الأيام ستصبح مطالباتك الخجولة ذات طابع عدواني مما سيشعر الشركة بالخطر من وجودك. هذا الخطر سيجعل صاحب الشركة يفكر في كارثتين:
١- Quit & Stay:
بعض المدراء يُحبط تماماً خلال هذه الفترة. يذهب للعمل يوميا جسداً بلا روح. يتواجد في مكتبه ولكن عقله يبحث عن البديل. قد تستمر هذه الحالة لسنوات مما قد يجعل الشركة تقرر فصلك من العمل نظرا لفقدانك لروح العمل والشغف و الإنجاز.
٢- Poisoning Others:
بعد أو أثناء مرحلة Quit & Stay سيخشى صاحب الشركة من تسميم المدير للموظفين. التفاحة الفاسدة تتسبب في فساد بقية التفاح حتى ولو لم تلامس جميع التفاح. فصلك في هذه الحالة قد يكون أسرع بكثير مما تتوقع.
تذكر دائما أن الشركة ستقارنك بشكل مجرد مع شخص أخر للقيام بمهامك. ولو كان راتب هذا الشخص أقل من راتبك، فالشركة ستفكر ملياً في سخطك وتذمرك وقد تقرر فصلك وليس زيادة راتبك.
تذكر دائما أن زيادة المبيعات لا تعني زيادة الارباح. وأن الأرباح في سنة قد يعقبها خسائر في السنة التي تليها. كن منصفاً واترك الأنانية جانبًا.
وتذكر أيضا أن المقارنة بين زيادة مبيعات الشركة وراتبك الثابت ليست منطقية. المقارنة المنطقية من وجهة نظر صاحب الشركة هي بين راتبك وراتب مدير جديد يقوم بالعمل الذي تقوم به.
إذا وجدت نفسك غير قادر على الاستمرار كمدير في شركتك الحالية فإليك الخلطة السرية للخروج من عملك الحالي قبل الدخول في مرحلة QUIT & STAY
الخلطة السرية تهدف إلى:
القيام بالخطوات الاستباقية اللازمة لكي تبحث عنك الوظيفة بدلاً من بحثك أنت عليها.
ولكي تحظى بدعوة للانضمام لشركة جديدة، فقد نجحت في عمل الخلطة القائمة على بناء شبكة علاقات قوية، مما سينتج عنها تزكية وترشيح شخص ما يثق فيك للعمل في الشركة الجديدة.
ولكي تنجح في عمل الخلطة السرية فيجب أن تقوم بما يلي:
تنمية علاقاتك الحالية
خلق شبكة جديدة وقوية من العلاقات
تقوية العلاقات القديمة من خلال الاتصال بأشخاص لم ترهم منذ فترة
زيادة رصيد علاقاتك الخارجية من خلال المؤتمرات والدورات
تنمية علاقاتك مع افراد ومسؤلين داخل شركتك الحال
من المهم اتباع نهج يشبه نهج المباحث في التحقق من كل الفرص المتاحة لعمل افضل من عملك الحالي. لن تنجح تلك الخلطة بدون بناء شبكة حقيقة من العلاقات.
بعد تحقيقك النجاح في خلق شبكة علاقات قوية، فعليك بالخطوة التالية وهي أن توضح لكل علاقاتك الجديدة علامتك التجارية كمدير شغوف بما تفعله والكشف عن قدراتك و المهارات التي لديك.
إذا تركت انطباعًا جيدًا عند الاشخاص الذين بنيت معهم علاقات قوية وكانت علامتك التجارية تدلل على قيادتك وشخصيتك فستكون في اذهانهم دائماً عندما تحين الفرصة لهم لترشيحك لمنصب يليق بك ويحقق احلامك.
اطلب المشورة من بعض الاشخاص في شبكة تلك العلاقات القوية التي تثق فيها. فعندما تكون في وضع ضعيف و عملك في خطر ستفقد التفكير بوضوح وستكون سماؤك غائمة وقراراتك سيئة.
اسأل نفسك عن أهدافك الشخصية والمهنية والمعلومات والدعم الذي ستحتاج إليه للوصول إلى تلك الأهداف. على سبيل المثال ،حدد الأشخاص الذين يمكنهم ترشيحك للتجارة. اسألهم اذا يرون فيك رجل اعمال ناجح ولماذا او لما لا؟
اذا رشحك احد الاشخاص من دائرة علاقاتك للتجارة فقم بعمل دراسة اقتصادية للتأكد من نجاح فكرة المشروع الجديد. ناقش اسرتك في مدى دعمهم لك خلال السنوات الاولى حيث ستكون منهكاً غائباً اغلب الوقت؟
اذا غامرت وخرجت من عملك او تشعر بقرب إقالتك قبل حصولك على وظيفة جديدة فجهز ميزانيتك المالية وتقشف قدر الامكان. يجب أن يكون لديك ما يكفي من السيولة لتغطية أكثر من ستة أشهر من النفقات لأنه قد يستغرق وقتًا طويلاً للعثور على وظيفة جديدة خاصة لك كمدير تنفيذي.
إذا كنت متزوجًا ، تعرف على كيفية الحصول على تغطية تأمين صحي لك ولأسرتك و حدد ميزانيتك الأساسية والحد الأدنى الذي تحتاجه لتغطية تكاليفك الأساسية ، مثل الغذاء والسكن والقروض. لا تجعل ضغط الحاجة لسيولة يوجهك للقبول بوظيفة سيئة جديدة!
قد تفكر أيضًا في الاجتماع مع مستشار مالي او مستشار اداري لرسم خطة مالية خلال الفترة الانتقالية وللقيام بتحديث علامتك التجارية وتجديد سيرتك الذاتية لتعكس أدوارك ومسؤولياتك وإنجازاتك.
أنصح جميع الباحثين عن عمل جديد في شركة جديدة بدراسة متعمقة لبيئة العمل وثقافة الشركة الجديدة وطبيعة روؤساء الشركة قبل التقديم على الوظيفة والمقابلة الشخصية.
معرفة ثقافة الشركة سيكون واضحا من موقع الشركة في الانترنت ووسائل التواصل فمن خلال دراسة طبيعة الشركة ستوفق في إبهار المسئولين من شدة انسجام شخصيتك واسلوبك الاداري مع ثقافة وطبيعة قادة الشركة.